الرئيسية » منوعات و رياضة » تعرّف إلى الروايات الروسية الأكثر مبيعاً في العالم العربي

تعرّف إلى الروايات الروسية الأكثر مبيعاً في العالم العربي

 

“المترجمون هم الأحصنة التي تجر عربات الثقافة والتنوير”… تلكَ مقولة خالدة لشاعر روسيا العظيم الكسندر بوشكين، الذي كان يشير دوماً إلى الترجمة بوصفها معياراً رئيسياً لنهضة الأمم، وهو ما تحقق بالفعل على مدار عقود، من خلال أعمال الترجمة من اللغة الروسية إلى لغات العالم، بما في ذلك اللغة العربية، والتي جعلت لبعض الكتاب والأدباء الروس شعبية طاغية في العالم العربي تفوق في بعض الأحيان شعبية الأدباء والكتاب المحلّيين.

 

الترجمة من الروسية إلى العربية بدأت مع نهاية القرن التاسع عشر، عبر لغات وسيطة، منها الإنكليزية والفرنسية.

 

ويُعد سلامة موسى أول من نقلَ الأدب الروسي إلى العربية عن طريق الإنكليزية في العام 1914، حيث ترجم رواية «الجريمة والعقاب» للعملاق دوستويفسكي. وبعده شرع سامي الدروبي المترجم المخضرم في ترجمة الأعمال الكاملة لدوستويفسكي، لتنطلق بذلك عجلة الترجمة، التي لم تتوقف يوماً، مشكّلة بذلك جسراً بين المشرق العربي وروسيا.

 

من أشهر الأدباء والكتاب الروس في العالم العربي ميخائيل بولغاكو، الروائي والكاتب المسرحي الذي تميّز بمقالاته الهجائية، والروايات الخيالية وروايات الخيال العلمي، ومن أشهر روائعه الأدبية رواية «المعلم ومارغريتا»، التي نشرت بعد ثلاثة عقود من تأليفه لها، ورواية “قلب كلب”.

 

أما فيودور دوستويفسكي فهو من أعلام الأدب الروسي الأكثر شهرة في العالم العربي، وكان يكتب المقالات والروايات والقصص القصيرة، واشتهرت أعماله بالتحليل النفسي للحالة السياسية والاجتماعية والروحية التي كان يمر بها الروس في عصره، وقد أثرت كتاباته في فكر الأدب المعاصر بشكل كبير. ومن أشهر رواياته «الجريمة والعقاب»، و«الأخوة كارامازوف» و«الأبله»، وقد ترجمت الكثير من مؤلفاته إلى لغات عديدة.

 

كذلك، يعد ليو تولستوي أحد أشهر الكتاب الروس الذين تركوا أثراً كبيراً في العالم العربي. تولستوي المولود في القرن التاسع عشر، والذي يعتبر رائداً من رواد الأدب الروسي وأحد أعمدته، اشتهر بكتابة الروايات والقصص القصيرة من نوع الأدب الواقعي، وكانت معظم رواياته تهدف إلى السلام والأخلاق والمثالية، وأشهرها روايتا «الحب والسلام» و«آنّا كارينينا»، اللتان كانتا من أفضل الروايات الواقعية التي صوّرت الواقع الحقيقي للحياة الروسية في تلك الفترة. ومن المعروف عن  تولستوي أنه كان مهتماً بالأدب العربي والثقافة العربية، وكان يقرأ الكثير من الروايات والقصص العربية منذ طفولته، وقد أثّرت في كتاباته تأثيراً كبيراً.

 

ومن بين الكتاب الروس الذين تركوا أثراً كبيراً في الأدب العالمي، يمكن الحديث أيضاً عن نيكولاي غوغول، كاتب الروايات والمسرحيات والقصص القصيرة، وصاحب رواية «النفوس الميتة»، إلى جانب العديد من الأعمال التي ساهمت في إثراء الأدب الروسي والعالمي، ومن أشهرها الأعمال المسرحية «المفتش العام»، و«خطوبة»، ورواية «تاراس بولبا».

 

كذلك يمكن الحديث عن ايفان تورغينيف صاحب رواية «مذكرات صياد»، التي تحاكي الواقع الروسي، ورواية «الآباء والبنون»، التي تعد من أشهر الروايات في القرن العشرين.

 

وأما ماكسيم غوركي، فقد ترك بأعماله بصمة كبير في الثقافة العالمية، على المستويين الأدبي والسياسي، فهو أحد مؤسسي الواقعية الاشتراكية للأدب الماركسي، وكانت من اهتماماته الكتابة عن واقع الشعب الروسي ومعاناته إبان الحكم القيصري، وقد تنوّعت أعماله ما بين المسرحيات والروايات والقصائد والمقالات والقصص، ومن أشهر رواياته «الأم» و«الطفولة».

 

ومن أبرز الأدباء والكتاب الروس المعاصرين، يمكن الحديث عن ألكسندر سولجنيتسين، الحاصل على جائزة نوبل للآداب في العام 1970، حين كانت كتاباته معارضة للنظام السياسي في روسيا، وقد نفي من الاتحاد السوفياتي قبل أن يعود إلى بلاده في العام 1994، ومن أشهر رواياته «أرخبيل غولاغ»، التي كانت تدور أحداثها حول معسكرات العمل القسري في الاتحاد السوفياتي، وهي كانت أحد أسباب نفيه.

 

كذلك، يمكن الحديث عن ايفان بونين، وهو أول كاتب روسي يحصل على جائزة نوبل للآداب في العام 1933 عن أشهر رواياته «حياة أرسينييف»، كما كانت له إسهامات كبيرة في الشعر.

 

ومن ضمن الكتاب المعاصرين، ميخائيل شولخوف، الحاصل على جائزة نوبل للآداب في العام 1965 عن روايته الشهيرة «الدون الهادئ» التي كتبها خلال 12 عاماً، وتُرجمت إلى لغات عدة، منها العربية، وقد سُمي كويكب باسمه تخليداً لذكراه وتقديراً لإسهاماته الأدبية.

 

الروايات الروسية الأكثر مبيعاً

 

تواصلنا مع عدة دور نشر متخصصة في توزيع الأدب الروسي المترجم، لنكتشف أن الأدب الروسي المعاصر ليس على خريطة الأكثر مبيعاً، وأن مشاهير الأدب الروسي الكلاسيكي ما زالوا يتصدرون أرقام المبيعات.

 

ويعد دوستويفسكي الأكثر طلباً في مختلف دور النشر العربية.

 

وفي جولة داخل سور الأزبكية – وهو مكان شهير في وسط القاهرة يضم عشرات المكتبات الصغيرة لبيع وشراء الكتب – حاولنا التعرف على أرقام مبيعات الكتب الروسية المترجمة.

 

عبد الرحمن نبيل صاحب إحدى المكتبات قال لـ«المسكوبية» إن بعض الأعمال في الأدب الروسي كان ممنوعاً من التداول قبل قيام «ثورة 25 يناير»، وبخاصة أعمال دوستويفسكي، بالنظر إلى ما تحويه من أفكار سياسية، وبخاصة رواية «مذلون مهانون»، التي تحكي عن معاناة دوستويفسكي في السجون الروسية.

 

من جهته، يشير أمير الناجي، مدير عام دار «أقلام» للنشر لـ«المسكوبية» إلى أن الأدب الروسي يتصدر توزيع الكتب الأجنبية في الوطن العربي، إلا أنه لا توجد أرقام دقيقة للمبيعات لعدم وجود جهة تحصر هذه الأرقام، ولكن من خلال حركة المبيعات اليومية، يمكن القول إن الطلب كبير على الكتب والروايات الروسية المترجمة إلى العربية.

 

ويؤكد الناجي أن هذا الأمر لا ينطبق على مصر فحسب، موضحاً «نحن نشارك في معارض للكتاب في السعودية والكويت والإمارات وسلطنة عمان، ونجد إقبالاً كبيراً على الكتب والروايات الروسية المترجمة، وخصوصا كتب دوستويفسكي مثل الجريمة والعقاب، الأخوة كارامازوف، وغيرهما”.

 

من خلال جولاتنا داخل المكتبات، وحديثنا مع الناشرين، واستطلاعنا للقراء، ومراقبتنا لحركة المبيعات، تبيّن لنا أن الكتب الأكثر تداولاً ومبيعاً في الأدب الروسي هي:

 

«الأبله» – دوستويفسكي

 

نُشرت متسلسلة في مجلة «الرسول الروسي» بين عامي 1868 و1869، وتُصنّف كواحدة من أهم الأعمال في العصر الذهبي للأدب الروسي.

 

«الأخوة كارامازوف» – دوستويفسكي

 

من الصعب اختيار عمل واحد من أعمال دوستويفسكي الرائعة، لكن الأخوة «كارامازوف»، حسب العديد من النقاد، تعد من الأعمال المهمة التي أبدعها، بسبب ما تحمله من معان عميقة عن البشرية، إذ تصف الرواية وجهات العالم المختلفة لثلاثة أشقاء يرمزون إلى العقل والجسد والروح.

 

«الجريمة والعقاب» – دوستويفسكي

 

هي رواية مبنية على أساس الصراع الداخلي عند الإنسان، وبخاصةً رغبته في التعبير عن النفس وإثباتها في مواجهة الأخلاقيات والقوانين التي أوجدها البشر. وتتطرق «الجريمة والعقاب» إلى مشكلة حيوية ومعاصرة، وهي الجريمة وعلاقتها بالمشاكل الاجتماعية والاخلاقية للواقع. وهي تعد ثاني روايات دوستويفيسكي الكاملة بعد عودته من منفاه لخمس سنوات في سيبيريا.

 

«يفغيني أونيغين» – الكسندر بوشكين

 

تعتبر ملحمة من ملاحم الأب الروحي للأدب الروسي الحديث ألكسندر بوشكين، حيث تتناول رائعته عواطف ومصير ثلاث رجال هم أونيغين ولينسكي وبوشكين، وعواطف ومصير ثلاث نساء هنّ تانيانا وشقيقتها أولغا وموس، في رواية مليئة بالتشويق والعاطفة والفكاهة.

 

«بطل من هذا الزمان» – ميخائيل ليرمنتوف

 

بطل الرواية «بتشورين»، هو ضابط ذكي موهوب في جيش القوقاز، لكنه لا يعرف معنى السعادة والفرح، إذ يشعر بالاستياء الشديد من محيطه، ويعيش في عصر الضياع. هو بطل لكنه إنسان نذل يحصل على سعادته من تحطيم سعادة الآخرين.

 

«أرواح ميتة» – نيكولاي غوغول

 

تحكي رواية غوغول عن رجل يمارس الخداع، ويقنع مالكي الأراضي بأن يشتري منهم «أرواحاً ميتة»، والمقصود ذلك «العبيد الذين يعملون لصالح مالكي الأراضي»، فهم قانونياً ما زالوا أحياء، وبالتالي فإنّ هذه «الأرواح الميتة» لم تسجل بعد على أنها ميتة، ولذلك فإنهم يدفعون ضرائب مالية عنها، ما يعني أن بيعها سيمكّنهم من التخلص من الضرائب. أما الرجل فسوف يقوم برهن تلك «الأرواح»، ويستلف منها، ليتمكن من أن يصبح رجلاً محترماً… وعندما يتم كشفه ينتقل إلى مدينة أخرى، ويقوم بالعمل ذاته.

 

«الحرب والسلام» – ليو تولستوي

 

القصة الملحمية تتحدث عن أقدار خمس عائلات أرستقراطية تعيش أثناء الحروب الروسية مع نابوليون في بداية القرن التاسع عشر، وهي قصة حب، وقصة عائلة، وقصة حرب، لكنها في جوهرها قصة عن الناس الذين يحاولون إيجاد موطئ قدم لهم في عالم متمزق، وبشر يحاولون أن يخلقوا حياة ذات معنى لأنفسهم في بلد مزقته الحروب والتغيرات الاجتماعية والارتباك الروحي.

 

«الأم» – ماكسيم غوركي

 

قصة تحكي عن الثورة العمالية والاحتجاجات ضد القيصر والرأسماليين. الشخصيتان المحوريتان فيها هما بول وأمه، حيث تكون الأم زوجة لعامل في مصنع، وتتجاهل الاضطرابات السياسية لصالح رعاية حياتها الشخصية، بينما يتّخذ الابن مساراً مختلفاً، وينضم إلى الثورة.

 

«المعلم ومارغريتا» – ميخائيل بولغاكوف

 

تحكي القصة عن شخصية تدعى فولند، ويفترض أن تكون هذه الشخصية هي الشيطان الذي يلحق الدمار بموسكو. هي القصة خيالية ولكن روسيا لا تزال تحتفل بها حتى اليوم، ويعتبرها البعض النص المؤسس للواقعية السحرية.

 

 

في إطار سعينا للتعرف إلى حركة مبيعات الكتب والروايات الروسية المترجمة، تحدّثنا إلى عبد الرحمن نبيل صاحب إحدى المكتبات في سور الأزبكية، الذي قال لـ«المسكوبية» إنّ الأعمال الكاملة لتشيخوف تنافس روايات وكتب دوستويفسكي في قائمة الكتب الأكثر مبيعاً. ويرجح عبد الرحمن أن يكون السبب هو التشابه بين القضايا التي يناقشها كلّ منهما، حيث يجسدان معاناة وصراعات النفس الإنسانية مع صعوبات الحياة المتزايدة.

 

 

أميرة خالد في موقع “المسكوبية”

النص الكامل http://www.moscobia.com/2018/08/17/%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d9%91%d9%81-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%83%d8%ab%d8%b1-%d9%85%d8%a8%d9%8a/

 

 

عن جورنال