اعتقال ناشطين بينهم نساء في السعودية قبل ايام، يظهر ان حملة العلاقات العامة التي قادها محمد بن سلمان، تتعثر عند اول منعطف يختبر صحتها.
وتوقف كثيرون عند توقيت الاعتقالات التي طالت سبعة اشخاص، من المنادين بالاصلاح وحقوق المرأة، وهم من الوجوه المشرقة في المملكة، مع بداية شهر رمضان، وعند طريقة تظهير قضيتهم، بتغيير مانشيتات صحف كبرى بعد صدورها، لتستبدل بعناوين حول “الخونة”.
والمقبوض عليهم من قبل أمن الدولة هم: عزيزة محمد عبد العزيز اليوسف، لجين هذلول الهذلول، إيمان فهد محمد النفجان، إبراهيم عبدالرحمن المديميغ، محمد فهد محمد الربيعة، عبدالعزيز محمد المشعل، “بالإضافة لشخص سابع تتطلب التحقيقات عدم الإفصاح عن اسمه حاليا”.
واشير الى هؤلاء بانهم من المتعاملين مع جهات اجنبية. لكن السلطات لم تكلف نفسها عناء تحديد هذه الجهات، او “لم تجروء” على ذلك، كما اتهمها ناشطون.
ومن شأن اعتقال هؤلاء ان يعزز الاتهامات التي تكال ضد النظام الحاكم، بأن الاصلاحات لم تختبر فعليا حتى الان سوى في بعض الحفلات الراقصة هنا وهناك، وان المنادين بالاصلاح الحقيقي في المملكة، كأمثال المعتقلين السبعة، وبعضهم كان من قادة المطالبين بالسماح للمرأة بقيادة السيارة منذ سنوات، وتخليص المرأة السعودية من قيود ولاة أمرها، يساقون الى السجن بسهولة.
انها من غرائب المملكة. اذ ان قرار السماح للسعوديات بقيادة السيارة، سوق له على مستوى العالم، على انه خطوة هائلة على طريق التغيير في المجتمع السعودي الذي يقوده ولي العهد محمد بن سلمان، ويمثل بداية في حزمة اصلاحات داخلية تطال حقوق المرأة السعودية. والسعوديات الان على موعد في الشهر المقبل، مع الوعد الملكي لهن بقيادة السيارات، لكن مناضلات – ومناضلون- من اجل ذلك، اقتديوا ليلا الى السجون.
ويحق لكثيرين الان التساؤل عما اذا كان محمد بن سلمان، يبدي بعض التراجع عن بعض خطوات الاصلاح – وهي شكلية كما يقول كثيرون- لمحاولة ارضاء التيار المتشدد، الذي رفع الاصوات في الشهور الماضية، ضد مظاهر يعتبرها “متفلتة” في المجتمع السعودي، وان هناك حاجة لابطاء حركة التغيير… او وقفها مرحليا.
لا حياة لمن تنادي. ولم ينس كثيرون ليلة اعتقال الامراء قبل شهور في “فندق الريتز”. ومنذ ان سحب المعتقلون الجدد الى السجن، لم تعلق السلطات السعودية بشكل واف على مصيرهم.
وبكل الاحوال، وحدها الايام المقبلة، ستظهر حقيقة ما يجري. وكيف يسمح محمد بن سلمان بليلة سكاكين جديدة، وفي يوم رمضاني، فيما هو اتحف العالم بسلسة مقابلات مع وسائل اعلام غربية يزهو فيها بالسعودية الجديدة الصاعدة، في حين ان اعلامه يبدل عناوين الفجر، من اجل “مجموعة الخونة”!
خليل حرب