لن يعجل اغتيال رئيس المجلس السياسي الاعلى في اليمن صالح الصماد، ولا مجزرة العرس في محافظة حجة، في نهاية الحرب التي تشن على اليمنيين. الحكم السعودي الذي اشترى صمت واشنطن ولندن وباريس، سيمضي في المستنقع اليمني، طالما لم يظهر من ينتشله منه بهدوء.
وغالب الظن، ان مدنا سعودية ستكون في هذه اللحظات في دائرة الاستهداف الذي يعد للرد على اغتيال الصماد والضحايا المئة الذين سقطوا في حفل الزفاف الدموي.
ولا تجرؤ اصوات من داخل السعودية على المجاهرة بالاعتراض على الحرب السعودية العبثية التي تأكل من لحم العرب ودمائهم ومواردهم، فيما ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يصورها كأنها ستالينغراد في وجه المد النازي الايراني !
وتستمر الدوامة. ففي الوقت ذاته، ليس بامكان اليمنيين الاستسلام، وليس بامكان محمد بن سلمان ان ينكسر بالخروج من دون ان الادعاء انه انجز ما ذهب الى الحرب من اجله. “اعادة الشرعية” كما يسميها، والحاق هزيمة بايران.
الحرب هذه مثلما كانت ملائمة لخزائن البنتاغون والصناعات البريطانية والفرنسية، كانت ايضا مناسبة لابن سلمان، خلال الاعوام الثلاثة الماضية، للتخلص من بعض ابرز خصومه السياسيين، متعب بن عبدالله ومحمد بن نايف، اذ بدا واضحا انهما كانا من افراد الاسرة الذين رفضوا مقامرته اليمنية، اقله بالشكل الذي قرر ان يرمي فيه النرد العبثي.
اليمن ضحية نموذجية، كانت تلائم شكل الضحية المبتغاة لهذا القادم عنوة الى اعلى مقاليد السلطة في الرياض. والى ان يرفع السعوديون- ممن لا ناقة لهم ولا جمل بهذه الجريمة- الصوت ضد هذا الموت المجاني- ستظل هذه هي مأساة اليمن المفجعة والمدوية، باختصار.
خليل حرب