الرئيسية » العالم والخليج » ماذا قال هرتسوغ ل”ايلاف” السعودية عن الخليج وبن سلمان والمشهد الإقليمي ؟

ماذا قال هرتسوغ ل”ايلاف” السعودية عن الخليج وبن سلمان والمشهد الإقليمي ؟

مقابلة جديدة اجراها موقع “ايلاف” السعودي مع مسؤول إسرائيلي. هذه المرة مع زعيم المعارضة إسحاق هرتسوغ، النائب عن حزب العمل في الكنيست. تناول هرتسوغ في ما اسماه “الحوار الشامل” الكثير من تفاصيل المشهد الداخلي الإسرائيلي. “جورنال” تقتبس من الموقع السعودي لبرز ما جاء في المقابلة من تصريحات مرتبطة بدول الخليج والمنطقة عموما، والتي يبدو من الواضح فيها رهانه على دور سعودي لا في التسوية مع الفلسطينيين ووضع القدس المحتلة فحسب، وانما في صورة الصراع مع ايران أيضا.

 

وطالب هرتسوغ المجتمع الدولي بمساعدة العاهل الأردني على وقفته الشجاعة والإنسانية باستضافة مليون لاجئ سوري، على الرغم من أوضاع بلاده وعدم الاكتفاء بالكلام، كما ثمّن غاليًا مواقف وليي العهد السعودي والإماراتي وتوجهاتهما ووصفها بالمثيرة للإعجاب والمشاعر، وامتدح الأمير محمد بن سلمان، واصفًا إياه بأحد الثوريين في الشرق الأوسط، والذي يصنع تاريخًا جديدًا في المنطقة.

وردا على سؤال حول خسارة رئاسة حزبه بسبب محاولته الانضمام إلى حكومة نتانياهو في 2016 والذهاب إلى حل سلمي مع الفلسطينيين وحل إقليمي كبير، قال هرتسوغ “كان هذا المسار بمثابة التقاء مصالح في المنطقة طفت على السطح كرد فعل على الاتفاق النووي بين الدول العظمى وإيران، في تلك اللحظة برز وضع جديد. كانت دول عدة تبحث عن شريك لها في المنطقة لمواجهة إيران، ولم تعد تلك الدول تصدق القوى العظمى لأنها باعتها إلى الإيرانيين. قالت هذه الدول إنها ترى في إسرائيل الشريك الوحيد الذي يستطيع أن يساعد على تحقيق الاعتدال. لكي يصلوا إلى ذلك، على إسرائيل أن تقدم شيئًا في الموضوع الفلسطيني. وكما قلت دائمًا، ليس المطلوب إخلاء مستوطنات، بل سلسلة خطوات تنتج مسارًا حقيقيًا لبناء الثقة مع الفلسطينيين. هذا المسار كان من أجل بناء تحالف كبير في المنطقة مع إسرائيل”.

وعن الدول التي يقصدها بتصريحه، قال هرتسوغ “لهذه الدول مصلحة مشتركة معنا في مواجهة إيران وداعش، مثل مصر والأردن والسعودية والإمارات والمغرب والبحرين والكويت وعمان”.

وعندما سألته “ايلاف” من أين جاءت التوجهات إليه كزعيم المعارضة حينها لهذا التحالف الإقليمي، قال هرتسوغ “جاءت التوجهات بالتوازي من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الذي أراد انضمامنا إلى الائتلاف في نهاية عام 2015، ومن وزير الخارجية الأميركي آنذاك جون كيري، ومن أطراف أخرى مباشرة لا أريد التطرق إليها. حصلت قمة سرية في العقبة بين نتانياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبدالله الثاني وكيري في محاولة لدفع الأمور إلى الأمام، ثم بدأت أنا بمفاوضات للانضمام إلى الحكومة في اذار 2016، ووصلنا إلى الذروة في أيار 2016، حيث كان الاتفاق أن أتولى حقيبة الخارجية، وأقود المفاوضات مع الفلسطينيين ومع الأطراف العربية الأخرى، وأن نصبح ائتلافًا معتدلًا يقوم بتقليص قوة المستوطنين والمتطرفين، ونذهب إلى مسار نوافق فيه على تبني مبادئ المبادرة العربية للسلام وتجميد الاستيطان خارج الكتل الكبيرة، وإنهاء الخطوات للانفصال عن الفلسطينيين وخطوات مركبة أخرى تتجه نحو حل الدولتين، على أن نصل جميعًا إلى قمة إقليمية في إحدى الدول العربية، وخلال كل هذه التطورات، التقيت شخصيات عربية مهمة من الأردن ومصر والخليج والدول التي لها علاقة بالأمر. كانت الأجواء إيجابية”.
وتابع هرتسوغ “كانت الدول العربية تريد القضاء على دولة إسرائيل، والآن أرى الدول العربية تريد الذهاب مع إسرائيل في مسيرة سلمية ومصالحة تاريخية، وفي هذا المسار تقاطع للمصالح ضد إيران وداعش”.

 

وعندما سئل عن اعتقاده بان تذهب السعودية إلى الفلسطينيين، والقول لهم عودوا إلى المفاوضات، قال هرتسوغ “أعتقد أن السعوديين حاولوا كثيرًا في السنوات الأخيرة التأثير في المسألة، كما فعلت الإمارات والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني، وما زال الجميع يحاول، لكن لا قيادة على رأس هذه المجموعة ليقول للجميع أدخلوا إلى الغرفة للاتفاق. هناك مشاكل مع قطر ومسائل أخرى. لا توجد قيادة تجلس للنظر مليا في الأمر. أتفهم أنهم غاضبون من قرار ترامب بشأن القدس، لكن عليهم الانتباه إلى أن ترامب قال في قراره إن حدود السيادة الإسرائيلية بالقدس تتقرر في المفاوضات، وهذه قاعدة للمفاوضات برأيي، فلينزلوا من برجهم العاجي، وليأتوا إلى التفاوض”.

وقال “عندما يكون الطريق مسدودًا تبدأ الخطوات الأحادية بالبروز. أقترح على الجميع الحذر من خطوات أحادية، وأدعو الجميع إلى التعقل. هنا أقول إن هناك دورا كبيرًا للسعودية في هذه المرحلة، وأنا أحترم كثيرا خطوات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأعتقد أنه أحد الثوريين الكبار في الشرق الأوسط، وممنوع أن نترك هذا المسار، وعلينا مساعدة السعودية على إحياء العملية السلمية مع الفلسطينيين”.
وبعدما قال ان “القدس موحدة، ولن تقسم” بالنسبة الى إسرائيل، قال هرتسوغ “يمكننا أن نكون خلاقين ومبدعين عندما نأتي للحديث حول حل لمسألة القدس بالنسبة إلى التواجد والسيادة الفلسطينية في أماكن وأحياء وقرى حول القدس بدون التقسيم، توجد الكثير من الحلول الخلاقة، ولا أعتقد أن نبدأ بمسألة القدس، فبداية حل مرحلي كما طرحت لعشر سنوات مع بناء الدولة والوصول إلى حل بالقدس، وأعتقد هنا أن للسعودية دورًا كبيرًا في الموضوع” وتابع “عندما نصل إلى الحديث عن القدس والأماكن المقدسة، مثل الأقصى، أعتقد أنه يجب أن يكون هناك دور ومسؤولية للسعودية على الأماكن المقدسة، بحكم كونها الدولة التي تضم أقدس أماكن الإسلام، وللسعودية تجربة في إدارة الأماكن المقدسة في مكة والمدينة. أعتقد أنه يجب منح السعودية دورًا مركزيا في هذا الأمر”.

وقال هرتسوغ “أعتقد أن الجهود التي يقوم بها عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد هي جهود مثمرة، فهم يقدمون طروحات مثيرة للإعجاب والمشاعر، وهي طروحات تاريخية بعد انقضاء 100 عام على إنهاء الاستعمار وترسيم الحدود. هناك شيء جديد، وهنا تكمن الفرصة للتفاهم العميق، للانطلاق بمسيرة تاريخية وتكنولوجية عميقة وإحراز تطور كبير”.

 

(جورنال)

 

عن جورنال