الرئيسية » العالم والخليج » السعودية » من برقيات السعودية حول روجيه اده وسوريا ونجدت انزور

من برقيات السعودية حول روجيه اده وسوريا ونجدت انزور

كتاب “البرقيات السرية لوزارة الخارجية السعودية”، الذي أعده المؤلف سعود بن عبدالرحمن السبعاني، يكشف المزيد من الاسرار والمعلومات حول السياسات السعودية وبعض خباياها، وإدارة الديبلوماسية الخارجية للمملكة، وبعض ما يتعلق بالحرب السورية. اللافت للنظر في وثيقة جديدة نشرتها صحيفة “الشرق” القطرية تتعلق  بالسياسي اللبناني روجيه اده، وكيف حاول لعب دور منسق بين السعودية واحد قادة الفصائل المسلحة السورية.

 

وكانت هذه الوثائق نشرت على موقع “ويكيليكس” بشكل مبعثر وعشوائي، لكن الباحث السعودي المعارض سعود السبعاني جمعها ونسقها في كتابه، لتكون مرجعا اكثر سهولة ودقة للراغبين في متابعة بعض كواليس السياسات الخارجية للسعودية والتي لم يكشف عنها من قبل.

 

وفي الوثيقة المتعلقة بروجيه اده، رئيس حزب السلام اللبناني، تفيد السفارة السعودية في بيروت، في رسالة الى وزارة الخارجية السعودية، ان اده التي وصفته البرقية بانه رجل اعمال وله نشاط سياسي في الأوساط المارونية، وكان يعمل سابقا في المملكة، “اخبرنا انه على تواصل مع احد شخصيات الثورة السورية ويدعى لؤي الزعبي، وصفه بانه سلفي ناشط على الأراضي ولديه الكثير من المقاتلين والاتباع في مناطق كثيرة في سوريا، لا سيما نواحي درعا، وله قبول لدى الأوساط المسيحية السورية”.

وبحسب البرقية فان روجيه اده، عمل على تقديم الزعبي الى الاعلام فاستضافته قناة “العربية” وقناة ” سي ان ان” وكان دائم التنقل بين لبنان وسوريا”. وأضافت ان اده “تمنى لو جرى تواصل بين الزعبي والمملكة مباشرة … لكي تتاح الفرصة للمسؤولين فيها وضع تقييمهم الخاص لهذا الرجل وامكانياته وفرص التعاون معه وانه على استعداد لتسهيل مثل هذا التواصل اذا كلفته المملكة بذلك”.

 

 

 

وبالإضافة الى ذلك، هناك وثائق ورسائل تشير الى حجم استياء المملكة من فيلم “ملك الرمال” ومخرجه السوري نجدت انزور وكيف ان “السعودية استنفرت قواها لمنع عرض الفيلم رغم أنه لم يكن بتلك القوة والرصانة لتنال من حقيقة دور المملكة والملك، حيث تم تكليف مكتب محاماة لمنع عرضه خاصة في بريطانيا”.

وبحسب صحيفة “الشرق” فان “ملك الرمال” لم يكن وحده المشكلة حيث أفادت برقية من سفير السعودية في لندن للخارجية بأن نجدت أنزور يعكف على إخراج مسلسل تلفزيوني لقناة أبوظبي لعرضه في شهر رمضان وعنوانه “ثنائيات الكرز” وطلب السفير الإيعاز إلى الإمارات لوقف جميع التعاملات مع المخرج نجدت أنزور لتهجمه على شخصية وتاريخ الملك عبدالعزيز وأن يتم الطلب من دول الخليج منع دخول أنزور لدول المجلس.

 

 

 

وحول سوريا أيضا، تعاملت السعودية بحسب البرقيات، مع المعارضة السورية باعتبارها غير ناضجة وخلق ازلام تحت تصرفها. وتظهر الوثائق تشكيكا في المجلس الوطني السوري الذي لا فاعلية ولا وجود له, كما تشكك في جدوى دعم مراكز أبحاث سورية. وحتى في ما يتعلق بتأشيرات العمرة والحج، فقد كانت تمنح بحسب المصالح السعودية. واحيانا لتشجيع شخصيات على الانشقاق ثم اذا ثبت عدم جدواها لمصالح المملكة لاحقا، يتم طردها من السعودية بذريعة ان التأشيرة الممنوحة لهم كان بغرض العمرة وليس بسبب اللجوء.

 

حول الكتاب

 

يقول السبعاني في مقدمة كتابه “البرقيات السرية لوزارة الخارجية السعودية”، ان “فكرة هذا الكتاب راودتني منذ العام 2015 وذلك حينما نشر موقع ويكيليكس المعروف البرقيات السرية المُسربة لوزارة الخارجية السعودية, وحينما تصفحت تلك الوثائق مثل غيري شعرت بالخيبة والأسف لعدم استطاعتي الاطلاع على تلك الوثائق بصورة مُرتبة ومُتسلسلة كما عودنا موقع ويكيليكس مع مُراسلات الخارجية الأميركية باللغة الإنكليزية”.

واعتبر السبعاني انه “بسبب ذلك التشتت يبدأ القارئ بالسأم والملل فيدفعه ذلك الشعور الحانق إلى مُغادرة موقع ويكيليكس، وهذا طبعاً صب في صالح النظام السعودي، لأن برقياته المسربة بُعثرت وتشتت وضاعت أسرارها بين آلاف الوثائق العادية؛ وهذا الأمر أشعر المسؤولين السعوديين بالارتياح، حيث أصبح القارئ تائهاً كمن يبحث على إبرة في وسط كومة من القش”.

وتابع “من هنا جاءتني فكرة جمع أكبر عدد ممكن من تلك البرقيات وتنسيقها وفهرستها حسب تسلسلها الرقمي، وأخذت مني تلك العملية الكثير من الوقت من خلال القراءة ثم الفرز والتدقيق والبحث المضني عن بقية الأوراق التي تشتت بين مئات الملفات الرقمية على موقع ويكيليكس”. وأشار الى ان الكتاب يضم حوالي 2000 وثيقة رسمية – خاصة بمراسلات الخارجية السعودية ما بين برقية مختصرة وتقرير استخباري موسع ورصد إعلامي ومراسلات سرية مع الدول الأخرى.

 

(جورنال)

عن جورنال