الرئيسية » العالم والخليج » كيفورك ألمسيان وال”يوتيوب”: نخاطب الغرب بلغته والعقل

كيفورك ألمسيان وال”يوتيوب”: نخاطب الغرب بلغته والعقل

 

لطالما اشتكى السوريون من غياب الادوات الاعلامية الفاعلة خلال سنوات الازمة التي عصفت ببلادهم، وكثرت الانتقادات للاداء الاعلامي للدولة السورية وتقصيرها في هذا المجال. وعلى مدار سنوات الازمة، كان البعض يعتبر ان اداء المؤسسات الاعلامية الحكومية تحسن رويدا رويدا، لكن في المقابل ظل هناك نقص فاضح في محاولة مخاطبة الرأي العام الغربي، وتقديم صورة اكثر واقعية له عما يجري حقيقة في سوريا، في مقابل رواية اقليمية- دولية، انحازت منذ اليوم الاول للازمة لصالح فكرة اسقاط الدولة السورية، وتغليب كفة المسلحين وفصائلهم على تنوعاتهم.

لكن الدلائل كانت تشير ايضا الى ان هناك ما يشبه الحصار على الصوت السوري. وكان لا بد ان يبادر احد ما. شباب سوريون قاموا بمبادرات عدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع المواطن الغربي، لسد هذا الفراغ المفجع. ومن احد شوارع المانيا، يظهر هذا الشاب، وهو سوري من مدينة حلب، أنشأ بمبادرة خاصة منه، ومن خلال دعم بعض المؤيدين، قناة  “Syrian Analysis” على “يوتيوب” للمساهمة في نقل صورة مغايرة للوضع في بلاده. كيفورك ألمسيان يتحدث ل”لجورنال” عن تجربته في مخاطبة الجمهور الغربي، بعد أن عمل في مجال الاعلام في بيروت، في قناة “الاتجاه” وكتب مقالات في صحف ومواقع إلكترونية، من بينها “السفير” و”معهد الدراسات المستقبلية”.

 

ما هو السبب الذي دفعك لإنشاء قناة على “يوتيوب”؟

 

بعد 6 سنين من الحرب في كانون الثاني 2017، معظم قنوات الاعلام الاجنبية، في الغرب وغيره، كان خطها التحريري هو ضد مصلحة السوريين، وكان لهم أثر كبير في توجيه الرأي العام ضد سوريا، في شرعنة الحروب والعقوبات الاقتصادية التي تؤثر في الشعب السوري، وجدت أنه بإمكاننا التأثير على الرأي العام في الغرب عن طريق أدوات بديلة، وفي مقدمتها اليوتيوب، وهو مساحة مفتوحة للجميع وتتحدث مع الجمهور باللغة الانكليزية لتوصل رسالتك اليهم.

عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن نقفز فوق الاعلام التقليدي، ويمكن الوصول إلى أي جمهور، لأن كل المحطات التلفزيونية التقليدية في معظم البلدان لها جمهورها الخاص، ولكن عن طريق اليوتيوب يمكن الوصول إلى أي جمهور، الفئة المستهدفة في هذا المجال الاعلامي، هو أوسع من الاعلام التقليدي. وعلى المستوى الشخصي، هو محاولة إنشاء قناة خاصة لي، فلست بحاجة لإنتظار محطة معينة أن تتصل لكي تأخذ مني تصريحات، فأنا يمكن أن أصرح بموقفي على هذه القناة من دون الحاجة لقناة تلفزيونية تستقبلني.

 

هل أخذت وسائل التواصل الاجتماعي مكان الاعلام التقليدي؟

 

لم تأخذ مكانها، فالمال بشكل عام الذي يتم إنفاقه بمليارات الدولارت في السنة على القنوات التلفزيونية، وهذه المحطات هم الجهة الاكبر والاقدر على توجيه الرأي العام، ولكن قبل انتخاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب كانت معظم وسائل الاعلام ضده، فتوجه ترامب إلى تويتر ومناصرينه إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى اليويتوب ناشطون لديهم التأُثير الكبير على الجمهور الاميركي لمن ليس لديهم صوت في الاعلام الاميركي، فساهموا في التأثير عليهم لانتخاب ترامب.

إن جميع وسائل التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب وفيسبوك وتويتر، هي تحت السيطرة وليست مفتوحة بشكل كامل في حرية النشر، فنشر صورة السيد حسن نصرالله من نتائجه هو حظر المستخدم لأن إداره الفيسبوك تعتبره نشاطا “إرهابيا”. وعلى اليوتويب اذا تم نشر آراء يمينية محافظة، ايضا يتم قمعها لأن معظم الاداريين هم ليبراليون. ففي اليوتيوب يمكن تحقيق مدخول مادي من خلال الاعلانات التي تظهر على الفيديو فتأخذ حصة من الارباح، ولكن هناك مئات المحطات توقفت هذه الميزة لديها، وقناتي منهم، لان اليوتويب يصرح لك بأنك لم تستوفي شروط النشر والتحرير، هي وسائل متحكم بها بشكل كامل.

 

هل وصلت إلى نتائج ملموسة ضمن هذا المشروع؟

 

بعد سنة و3 أشهر، استطعنا تحقيق 4 مليون و200 ألف مشاهدة، عدد المتابعين في القناة 18 ألف شخص، هناك كثير من الناس مهتمين بالوضع السوري في الخارج ويهمهم أن يسمعوا رأيا مختلفا عن ما يتم تداوله في الاعلام، ومن الاراء التي تلخص هذه النتائج كلمة أحد المتابعين، أنك فتحت العيون على تفاصيل مختلفة، وهناك الكثير من الاسئلة التي التي ترد ومن واجبي الرد عليها، ولكن حتى الان لا يمكن أن نعتبر القناة مؤثرة وهي في البدايات، وإلى حين تصل إلى 100 ألف متابع حينها يمكن البدء بالحديث عن التأُثير المباشر.

 

ماذا يحتاج الالماني، والاوروبي عموما، ان يعرف عنا؟

 

بحاجة الى منطق في الحديث، وبلغته الانكليزية، والاسلوب الذي يحب أن يسمعه وليس بالعواطف مطلقا، بشكل عام الالماني يفهم الوضع ولكن لا يعبر عنه، وهذا من طباعه، ولكن هناك تقصير في جهتنا.. الايرانيون والروس والاتراك لديهم محطات باللغة الانكليزية، أما نحن فلم نتخذ هذه الخطوة حتى الان، وأتمنى أن يكون مشروعنا خطوة ضمن هذا المجال الاعلامي في التوجه نحو المتلقي الاجنبي.

 

وسام عبدالله

عن وسام عبدالله