جورنال – جريدة الكترونية
المفارقات الغريبة في سياسات الغرب عديدة، ولم تكن بمثل هذا الوضوح بعد كلّ ما جرى خلال العامين الماضيين.
أضف إلى ذاكرتك هذه الأحداث المتفرّقة التي تعكس فوضى القيم والمعايير التي يتمّ ترسيخها حول العالم:
– اعتقلت الشرطة الألمانيّة الكاتب والسياسي المخضرم يورغن تودنهويفر (84 عامًا)، بعد منشور قارن فيه بين سياسات رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي نتنياهو وجـ ـرائم النازيّين بحقّ اليهود
– أعلنت السلطات الأميركيّة اعتقال الإعلامي والمحلّل السياسي البريطاني سامي حمدي الذي يتحدّث ضدّ الإبـ ـادة في غزّة، لأنّه، كما قالت وزارة الأمن الداخلي، “لن يُسمح في عهد الرئيس دونالد ترامب، لمن يدعمون الإرهـ ـاب ويقوّضون الأمن القومي الأميركي، بالعمل في هذا البلد أو زيارته.”
– ترامب يقايض ويمهّد لعدوانه المرجّح على دولتين هما فنزويلا وكولومبيا بذريعة المخدّرات، لكنّه يطلق خلال جولته الآسيويّة إشارات للتهدئة مع الصين وكوريا الشماليّة (لقاء مفترض مع الزعيم الصيني؛ محادثات مكثّفة لوقف حـ ـرب الرسوم الجمركيّة؛ انفتاح على لقاء الزعيم الكوري الشمالي لأنّ “علاقتي به كانت ممتازة” كما يقول)
– لم يغفر ترامب للرئيس الكولومبي غوستافو بيترو هجومه عليه وعلى جـ ـرائم الإبـ ـادة التي ارتكبتها إسرائيل في غزّة عندما دعا إلى إرسال الجيوش لفكّ الحصار عن الفلسطينيّين وتحريرهم! والآن، بعدما مهّد ترامب لعدوانه المرتقب على فنزويلا ورئيسها مادورو، خرج فجأة مهاجمًا الرئيس الكولومبي قائلًا إنّه “وغد وبلطجي”، واصفًا كولومبيا بأنّها “وكر للمخدّرات ولن يتمكّنوا من الإفلات من العقاب”
ومقابل رسائل التهدئة في شرق آسيا، تتصاعد التحشّدات العسكريّة الأميركيّة في منطقة الكاريبي بالقرب من سواحل فنزويلا. ترامب سيطلع الكونغرس على تطوّرات الموقف من فنزويلا وكولومبيا ما إن يعود من جولته الآسيويّة.
في مقابل معاقبة الرئيس الكولومبي الذي فرض عليه وأفراد عائلته عقوبات، نستعيد دعوة ترامب مؤخّرًا من قلب الكنيست الإسرائيلي إلى “مسامحة” نتنياهو الذي يواجه قضايا فساد أمام القضاء الإسرائيلي قائلًا “لديّ فكرة. السيد الرئيس (الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ) لماذا لا تصدر عفوًا عنه؟… إنّني معجب بهذا الرجل، والأمر منطقي جدًّا على ما أظنّ… سيجار وشمبانيا!! (من بين التهم تلقّيه هدايا ثمينة من أثرياء مقابل خدمات سياسيّة) من يهتمّ بهذا؟!! نتنياهو أحد أعظم قادة إسرائيل في زمن الحـ ـرب”.
وللقصّة بقيّة…
